طمأنينة النفس وإصلاح البال

المشرف: محمد نبيل كاظم

أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

طمأنينة النفس وإصلاح البال

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

وأصلح بالهم
كلمة قرآنية عظيمة، سبقت تأسيس علم النفس الحديث، بقرون وقرون، قوله تعالى: وأصلح بالهم [محمد:2] وشرط حصولها أن يسبقها إيمان بالله وبالتنزيل، وعمل بالصالحات، لتكون النتيجة الطبيعية مغفرة الزلات، وتمحيص الآهات، وغض الطرف عن السيئات، وغسلها ومحوها بالحق المبين، من خلال الاستمساك بحبل الله المتين، فإذا كان سبيل الله والحق طريق المهتدين، وفيء المطمئنين، فإنه يسدد خطاهم ويهدي قلوبهم ويصلح بالهم.

ما خرج من حدود الله خارج، إلا وناله الضنك والتعس، وضل الطريق في سلوكه فشيك ولم ينتقش، قال تعالى: والذين كفروا فتعساً لهم وأضل أعمالهم  [محمد:8] وهل هناك أعظم من تعاسة التعيس بكفره وضلاله؟ فليس بينه وبين الهداية وفاق، وليس بينه وبين الحق صحبة، شأنه شأن المجرمين، وحاله حال التائهين الضالين، كضلال النعجة في غابة الذئاب.
سلام النفس مع الذات يصلح النفس والذات معاً، فيغدو الإنسان كريم المظهر والمخبر، ويسعى في التحقق من الجوهر، فيَسعَد ويُسعِد، وينفع ويُنتفَع به، كأنه أمة في فرد، وعضو في جماعة، ولبنة في بناء، لا آحاد في قطيع، أو ذرة في مهب الريح، وفي الحالة الأولى يكن بطلاً، وفي الثانية مجرماً أو شبيهه، وشتات ما بين الحالتين ومقاصدهما، قال تعالى:  ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم  [الحشر:19].

ما أصلح صالح إيمانه بما نزل على محمد وهو الحق، إلا غسل الله ذنوبه وحتها، كما يغسل الماء الجاري الدرن، وأصلح باله بطمأنة النفس وثبات القلب وسعادة الضمير، واستكانة الجوارح وهدوء البال والشعور بالرضا واليقين، قال تعالى عن المؤمنين العاملين:  كفَّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم [محمد:2] وفلن يضل أعمالهم، سيهديهم ويصلح بالهم[ محمد:4-5].
قال تعالى: إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم  فما أرسخ قدم المؤمن الصالح، وما أكثر انزلاق قدم غيره من الناس؟ ممن تتخطفه الشهوات وتنال منه ومن كرامته السيئات، وتكبه على وجهه في نار العقوبات، لا في دنياه فحسب، بل وفي آخرته يتلظى بكل أنواع الإهانات والتعاسات، اللهم أجرنا من ذلك في الدنيا والآخرة، اللهم آمين آمين.
بقلم: محمد نبيل كاظم/ من كتابي " كيف تصيد خواطر ذهبي؟ (يوميات مدرس).


أضف رد جديد

العودة إلى ”الصحة النفسية“