إلى من الجنة تحت أقدامها؟

[محمد نبيل كاظم]

الرسالة الأولى
اغمريني بحنانك واهتمامك وأسكنيني بين أهدابكأمي: تمر الأيام وتمضي، وفي كل يوم أحتاج لك أكثر، كل شئ حولي جميل يسعدني، يبهجني، ويبقى الأجمل هو وجودك يا أمي، حينما تغيبين يغيب الفرح معك، ولذا أعلنها اليوم صراحة، وبكل قوة، أنا أحتاجك، أصرخ صرختي فيصلك صداها، تستغيث بك، تناديك، أمي.. لقاءاتنا غدت قليلة جداً، واجتماعنا معاً بات نادراً وهذا ما يقلقني.. بل يتعبني ويؤلمني.
أنا أحتاجك يا أماه حقاً.. لدي كل ما تتمناه الفتاة، فأنا أملك من الملابس ما يكفي لأعوام تضجّ بها خزانتي، ولدي من أدوات الزينة والذهب ما يبهج كل فتاة، فخزائني مليئة بالأقراط والأساور والخواتم وغيرها، ولدي من الصديقات عدد كبير يغلفن حياتي بأريج الصحبة وشذا الأخوة، ولكني أحوج لزهرتي الكبرى.
أمي.. زهرة حياتي التي تغمرني بحنانها، تسعدني بابتسامتها وتبهجني باهتمامها ودفء صدرها وحنان لمستها.
بالأمس يا أمي، حينما كنت صغيرة كنت أراك تلاحقيني أكثر بنظرات الحب، وتغمرني بفيض الحنان والاهتمام، فكم أنا بحاجة الآن إلى ذاك الاهتمام وتلك المداعبات الجميلة والرقيقة. أبتغيها اليوم فعلاً، أحتاج حوارات الأم وابنتها، توجهني وترشدني، أريد أن أتبادل معك الأفكار، أستفيد من تجربتك..
خبراتك تغذي فكري ترشدني إلى الطريق القويم، فهذا الجفاء غير المتعمد يتعبني وأنا بحاجة إلى حوار دافعه الحب والرغبة في القرب فها أنا أرجوك يا أمي أن تعودي إلى تلك الحوارات الطفولية معي وتلك المداعبات المسلية، أريد منك حوارات تربوية دافعها الحب والحرص على الوصول بي نحو الأفضل، فأنا أبنتك ومِثلك لا يجهل حقوق الأبناء ورغبتهم في الحب والعطاء فتوِّجيني يا أمي بحبك وأسريني بفكرك لأحلق بك قدوة، فأنت سر وجودي.
الرسالة الثانية: ابعثي شذا زهرك واخمدي بي نار غضب.
الرسالة الثالثة: بوجودك وتواصلك أزهو وافخر.
الرسالة الرابعة: التقدير قبل الحب يا أمي
الرسالة الخامسة: أمي دعي لي فرصة الاختيار
الرسالة السادسة: لا تفرقي فتحصدي الندامة
الرسالة السابعة: احميني من إخطبوط العمر
الرسالة الثامنة: أمي تعالي واسمعي مشاكل النقال
الرسالة التاسعة: قدري موهبتي واصقلي هواياتي
الرسالة العاشرة : مسك الختام تحية وسلام
من كتاب رسائل إلى أمي بقلم ضفاف كاتبة إماراتية