تأملات في سورة التحريم

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

تأملات في سورة التحريم

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم
سورة التحريم: سورة أسرية في العلاقات الزوجية بامتياز، وأشخاصها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين، يكشف الله الستر الواجب في هذه العلاقات الأسرية التي ينبغي أن تبقى أسراراً بين الرجل وأهله، من أجل دوام الحب، والعشرة الطيبة القائمة على تجاوز الهفوات السلوكية بين الذكر والانثى، التي تصدر عن الطبع والجنس، لقوله تعالى: (وليس الذكر كالأنثى)، فلكلٍ مشاعر مختلفة، وغيرة مختلفة، وهذا هو سبب نزول السورة، حينما غارت عائشة وحفصة، من رجوع النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من مرة من بيت زوجته (زينب) متناولاً عندها عسلاً، فغارت عائشة وحفصة رضي الله عنهما لرجوعه من عند زينب مشبعاً بحلواء العسل، ولا يوجد عندهن، فاتفقتا على ذكر رائحة نبتة المغافير التي قد يحط عليه النحل، منه صلى الله عليه وسلم لئلا يطول مكثه عندها، فحلف النبي أو تعهد أن لا يأكله بعدها، فنزلت السورة، وتضمنت التوجيهات التالية:
1- أن التحريم في المحرمات إلهي وليس بشري، ولا من النبي صلى الله عليه وسلـم.
2- أن ترضي الزوجات لا يتم بتحريم أو تحليل ما حرم الله أو أحله.
3- المغفرة والتسامح بين الأزواج والناس أصل، لأن الله غفور رحيم.
4- حكم اليمين غير المرغوب في حال الحنث الكفارة، (تحلة أيمانكم).
5- أصل الحب بين الناس والأزواج هو حب الله أولاً (والله مولاكم).
6- أسر النبي إلى إحداهن أن لا تخبر زوجاته بأمر فأخبرت به فتحدث عن شطر الخبر ولم يتمه لئلا يثير غيرتهن على بعض، لأن الزوج الذكي يتجاوز في أمور النساء لأن تفكيرهن مشاعري أكثر منه واقعي، وهذا ما يحصن العلاقات الزوجية، من دقق مع النساء أخرب بيته.
7- توجه خطاب الله إلى نساء النبي وغيرهن بالأولى بسرعة التوبة والاعتذار من الأخطاء والذنوب للحفاظ على التماسك الأسري ، (لأن الاصرار على العتاب يخرِّب البيوت).
8- بيان لكل امرأة تتحالف مع غيرها: ضرة أو أهلها أو أقارب ضد زوجها، فإن الله وملائكته والمؤمنين مع الرجل الصالح، لتصفية عقل المرأة من أي ظن خاطئ بأنها يمكنها السيطرة على زوجها بما ذكر.
9- مع كل هذا مدح القرآن النبي وزوجات النبي جميعاً بوصفهن (أزواجك) لأن القرآن لا يصف العلاقة المأ زومة أو الناقصة بكلمة زوجية كما في قوله: ( وامرأة نوح) و(امرأة لوط)، (وامرأة فرعون)، بينما كل ما ذكر في القرآن من علاقة زوجية صالحة بلفظ ( وأصلحنا له زوجه).
10- التحذير من الطلاق لأسباب تافهة، وأمر الله بتحصين الأسرة وأفرادها من عذاب الله والنار، إذا كثرت المعاصي والخلافات المدمرة للأخلاق والتفاهم.
11- لا يقبل الاعتذار يوم القيامة من الكفار، والمؤمنين يعتذرون من بعضهم ومن الله في الدنيا، ويقبل الله توبتهم وبهذا يتجاوز عن ذنوبهم ويغفرها لهم.
12- لا يخزي الله النبي ولا يخزي المؤمنين معه، وزوجاته (هن ممن معه)، يوم القيامة.
13- المجاهدة الحقة للكفار والمنافقين، والمؤمنة الحقة تقتدي بآسيا امرأة فرعون، ومريم بنت عمران أم عيسى عليهما السلام، وطاعة الله ورسوله والدخول تحت مسمى ( القانتين) نجاة.
هذه باختصار تأملات سريعة في هذه السورة الرائعة من كتاب الله تعالى والله أعلم.
بقلم: محمد نبيل كاظم.


أضف رد جديد

العودة إلى ”القرآن والسنة“