كتاب "منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة والتغيير".

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

كتاب "منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة والتغيير".

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص كتاب " منهج أهل السنة والجماعة في التغيير" أ. د. سيد نوح – ط1/2011م
مقدمة: المسلمون يملكون كل مقومات النهوض والتقدم والحضارة: 1- التعداد السكاني، فاق المليار والنصف، 2- الموقع الجغرافي المتحكم في المواصلات البرية والبحرية والجوية، ورسوم الجمارك والعبور، 3- والمواد الخام بترول، وحديد، ومنجنيز، وذهب، وفضة، ونحاس، ورصاص، وفحم، ونباتات صناعية كالقطن والصمغ وغيرها، 4- ونملك منهاجاً ربانياً للحياة الدنيا والأخرى، يهدي لأقوم حياة.
ومع ذلك المسلمون اليوم يعانون كل العلل والأمراض وأهمها: 1- خراب الشخصية المسلمة، 2- الفرقة والتمزق بكل مستوياته، 3- انحسار وتعطيل العمل بشرع الله، 4- تبلد الحس والعاطفة تجاه عزتنا وكرامتنا وديننا، مع أننا لو عملنا على استغلال ما نملك من مقومات مادية ومعنوية، وأخلصنا لله تعالى، فيمكننا أن نعود خير أمة على وجه الأرض.
الفصل الأول
حول ماهية ومبادئ أهل السنة والجماعة
1- الإيمان بمنهج الإسلام، ونهج النبي وأصحابه في تطبيقه على جميع جوانب الحياة.
2- والتسليم بمصدري الشريعة: الكتاب والسنة، نصاً واجتهاداً واستنباطاً.
3- فهم النصوص الشرعية دون غلو، حسب اللغة العربية، وما فهمه العلماء الثقات الأثبات منها.
4- الكتاب رباني، والنبوة وحي معصوم، والعالم المخلص المجتهد، خطأه بأجر وصوابه أجران.
5- الخلاف الفقهي حيوية وحلول، وليست داعية إلى الفرقة والبغضاء والتمزق.
6- الحكمة أن نمسك عن الخوض فيما لا يثر عملاً أو أثراً، توفيراً لسلامة الصدر ووحدة الصف.
7- من أسمى عقائد الإسلام، معرفة الله وتوحيده وتنزيهه، والإيمان بأنه ليس كمثله شئ.
8- الابتداع في الدين مما ليس منه في تعبد أو شعائر، يصرف المسلمين عن الدين الحق.
9- محبة الصالحين والثناء عليهم، قربة لله تعالى، مع اليقين بأنهم لا يملكون نفعاً ولا ضراً لأحد.
10- واجب المسلم أن يعمل فكره وذهنه، للوصول إلى السيادة وإعلاء كلمة الله في الأرض.
11- الالتزام بقبول الشهادتين من المسلم، دون أن يكفَّر برأي أو معصية، سوى ما لا يحتمل غيره.
12- أساس النجاة، عقيدة التوحيد، والعمل الصالح، والمطلوب تحصيل الكمال فيهما معاً.
13- التقاليد والأعراف الخاطئة، لا تغير مدلول المسميات الشرعية، والعبرة بالمعنى قبل اللفظ.
14- التزام أدب الخلاف، عند الجدال في الحق، من مبادئ الإسلام وأخلاقه.
15- المسلم الحق من عرف نفسه وغاية وجوده، وعرف ربه والمقام الذي ينبغي له، وعرف الكون المسخر له من غير حيف أو جور.
وأهل السنة والجماعة لا ينحصروا في مكان ولا في زمان، إذا انطبقت عليهم المواصفات المذكورة.
الفصل الثاني
أولاً- ماهية الدعوة إلى الله: لغة: النداء والطلب والصياح والحث، وشرعاً: "طلب الإيمان بالله وبرسله وطاعتهم فيما أمروا" (ابن تيمية)، و " دعوة الناس إلى الخير، والرشد، والمعروف، ونهيهم عن الشر والفساد" (د. السيد محمد الوكيل)، و " رسالة الله الخالق إلى خلقه، وهدايتهم إلى الصراط المستقيم" (الشيخ محمد الصواف)، و " الدعوة لهدم الجاهلية، وبناء مجتمع مسلم في مظهره وجوهره" (فتحي يكن)، و " ومجمل هذه التعريفات: أنها: [ تعريف وبلاغ + تكوين وبناء]، والأَوْلى بالمرحلة الأَوْلى، الجاحدين، والأولى بالمرحلة الثانية المستجيبين والمؤمنين.
ثانياً- ماهية التربية على الإسلام: التربية لغة: النماء والزيادة والرفعة، وتعني: التنشئة والتغذية.
وشرعاً: رعاية الإنسان وتعهده ليكون سيداً في الأرض، عبداً لله تعالى.
ثالثاً- علاقة الدعوة بالتربية: هي علاقة التعريف والبلاغ، بالتكوين والبناء في حال الاقتران، وفي حال الانفراد، تكون الدعوة كما ذكرنا سابقاً أعم، والتربية في مقام البناء والتكوين.
الفصل الثالث
الحاجة إلى الدعوة والتربية عند أهل السنة والجماعة
أولاً- لاستمداد العون من الله لأنه هو الموفق والهادي، (ولينصرن الله من ينصره) 40/الحج.
ثانياً- لتنبيه الغافلين، وانتشال التائهين، لحديث: " المرء على دين خليله..." أحمد والترمذي.
ثالثاً- لإقامة الحجة على المصرين والمعاندين، فيكون ذلك إعذاراً لهم وإبطالاً لغفلتهم.
رابعاً- تكوين رأي عام إسلامي حر، يكون له دور في حراسة الآداب والأخلاق والشريعة والدفع.
خامساً- بالدعوة والتربية نرقى بإيماننا وفكرنا وسلوكنا، ونحصن مجتمعنا، ونؤثر في الناس، ونضمن حسنى الحسنيين.
سادساً- لأداء الأمانة التي كلفنا الله بها، وهي إعلاء كلمة الله في الأرض، لتكون هي العليا المُحَكَّمة.
سابعاً- الدعوة والتربية أساس بناء الشخصية المسلمة الجامعة لكل خصال الخير المتأبية على كل شر.
ثامناً- الدعوة والتربية النبوية هي طريق وحدة المسلمين، وتحقيق أخوتهم وتعاونهم، ونصر الله لهم.
الفصل الرابع
أهداف أهل السنة والجماعة من الدعوة والتربية
1- تحقيق نجاح الدنيا وفلاح الآخرة، وهداية الواحد من خلق الله خير من حمر النعم.
2- تهيئة الأمة للمطالبة بتحكيم شرع الله، وعدم معارضته، ومناصرته إذا لزم الأمر.
3- إعداد الكوادر المستعدة للتضحية والبذل والعطاء، المقارعة للباطل وعبث العابثين والمفسدين.
4- إقامة الحجة على الجاحدين، وإعذار المؤيدين المؤمنين.
5- حفظ حق الحياة للناس والتصدي للمجرمين العابثين، ونقل الناس من جور النظم إلى عدل الإسلام.
الفصل الخامس
حكم الدعوة والتربية الإسلامية عند أهل السنة
1- الوجوب المباشر والصريح، والضمني غير الصريح، (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، و ( لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيداً ) 143/البقرة.
2- عالمية الرسالة الخاتمة، تقتضي استمرار الدعوة إليها إلى قيام الساعة، ومنهج النبي عرضه الرسالة والدعوة على كل من يصل إليه في عصره، بما فيهم الأمراء والملوك، ومن بلغته دعوته.
3- الوعيد الشديد في شأن من يكتمون العلم ولا يبينونه للناس، في كثير من النصوص الشرعية.
4- التمكين لمنهج الله في الأرض واجب، ولا يتم إلا بالدعوة والتربية، وما لا يتم الواجب إلا به هو واجب.
5- إجماع المسلمين في جميع العصور على وجوب الدعوة والتربية على الإسلام، وهو فرض عام عيني، حسب استطاعة كل مكلف وإمكاناته، بمقتضى آيات جعل المسلمين شهداء على الناس، وهذا يقتضي البلاغ، والتغيير، في حديث: " من رأى منكم منكراً فليغيره...." و " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" ، والقرآن يهدد من لا يتناهون عن المنكر، قال تعالى: (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه) 79/المائدة، ومن هذا الواجب، ما أمر الله به من تخصيص (أمة) جماعة من المؤمنين للقيام بهذا الأمر على أكمل وجه ممكن، يساندهم المجتمع والأمة، لتحقيق هذا المطلب، والتربية تحتاج متخصصين يملكون المؤهلات لأداء هذا الدور ويكون قيامهم به من باب الفرض الكفائي، الذي يسقط التكليف عن الأمة، لأنه من مهامها لا على العموم، بل على الخصوص، والعلماء المتخصصون، يكفونها هذا الدور، وهذا الواجب، كما كان يفعل رسول الله وخلفاؤه، بإرسال المعلمين الدعاة، إلى القبائل والأمصار.
الفصل السادس
قواعد ومنطلقات الدعوة والتربية على الإسلام
1- الحياة بأسرها مجال دعوة وتربية: فالطبيب، والمهندس، والفلكي، والجغرافي، والمؤرخ، والصيدلي، والمزارع، والتاجر، والصانع، والمدرس، وهذا ما قام به الأوائل فنشروا الإسلام في بلاد لم يصل إليه فاتحون، ولا جيوش، في أندونيسيا، والحبشة، والصومال، وغيرها، ونبوغ المسلم في عمله قوة، يقلده الآخرون به، وبأخلاقياته، تأثيراً على النفوس، (فالقوي متبع).
2- رعاية الأولويات والمهمات: الفرض مقدم على النفل، والعيني مقدم على الكفائي، والمجمع عليه مقدم على المختلف فيه، والأصل مقدم على الفرع، والكلى على الجزئي، وما ضرره أخف على ما ضرره أكبر، بل التركيز على ميدان دون آخر لفترة، وعلى صنف من الناس دون آخرين لمرحلة، وهذا يؤسس للنجاح والاصطفاء، لإبراز دقة الحياة الإسلامية وشمولها، ليتحقق التمكين في جانب، فيضمن العزة لأهل الإسلام، ودعوة الأقارب مقدمة على الأباعد، لمعرفة الداعية بهم وبظروفهم، وعقليتهم، وقد أمهل النبي قوماً لتعليم جيراهم سنة وقال: " ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم، ولا يعلمونهم، ولا يعظونهم، ولا يأمرونهم، ولا ينهونهم، وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم، ولا يتفقهون، ولا يتعظون، والله ليعلمن قوم جيرانهم، ويفقهونهم ويعظونهم، ويأمرونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم، ويتفقهون ويتفطنون، أو لأعاجلنهم العقوبة" وقد بدأ رسول الله بعشيرته الأقربين، والصغير قبل الكبير، ودعوة المتواضع مقدمة على دعوة المتكبر، ودعوة المثقف أولاً، لأنه يتحول بسرعة إلى داعية، وغير المنتمي أولاً، لأن المنتمي يصعب تغييره، ودعوة الأصحاب مقدمة على الأغراب، ودعوة المؤثر أولى من غير المؤثر، كما دعا الرسول بهداية أحد العمرين، وكما فعل مصعب بن عمير حين أقنع أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ، فأسلم قومهما بعدهما، واختيار الموضوع الأسهل والأيسر المناسب للظرف والبيئة، فرسول الله، لم يقرب الأصنام الحجرية، وإنما عمد إلى الأصنام المعنوية في القلوب والأذهان فاقتلعها، فسهل بعدها التغيير، واجتناب المنافقين ضروري، لئلا يقال المسلمون يقتلون بعضهم، لأن دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة.
3- المرحلية والتدرج: بتقسيم الدعوة على مراحل متدرجة: السهل أولاً، والهدف القريب أولاً، ثم الأصعب، والهدف البعيد، الربا حرم على أربع مراحل، وكذا الخمر، فالدعوة تبدأ بالتأسيس، ثم الاصطفاء، ثم الانفتاح، ثم المواجهة، ثم المقارعة، ثم النصر، ثم التمكين، ....الخ، وهذا ما قاله عمر بن عبد العزيز لابنه، حين أمره بالحق، فقال: " لا تعجل يا بني، أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة، فيدعوه جملة، ويكون من ذا فتنة"، وهذا التدرج فعله صلاح الدين الأيوبي، إلى أن استعاد بيت المقدس.
4- الرفق في الدعوة والتربية: بالدخول إلى عقول وقلوب الناس يكون بالرفق واللين ودماثة الخلق، قال تعالى: (فقولا له قولاً لينا، لعله يتذكر أو يخشى)43/طه، ووصف القرآن النبي بقوله: (فبما رحمة من الله لنت لهم) 159/آل عمران، ويقول الشافعي:
تغمدني بنصحك في انفرادي................وجنبني النصيحة في الجماعة.
فإن النصح بين الناس نوع ..................من التوبيخ لا أرضى استماعه.
5- البدء بتصحيح المفاهيم وتعميق الوعي بالواقع: ولهذا نزلت عشرات الآيات في العلم والتعقل والفهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلـم، يعرض الإسلام على الناس، ويجيب على استفساراتهم، ويصحح تفكيرهم ومعتقداتهم، ورسائله إلى الملوك والأمراء تبين الحقائق، وحواره مع عدي ابن حاتم الطائي، يشهد له طول باله في البيان لكل إنسان بما يناسبه، وكذلك كان رسله إلى الملوك والأمراء يصنعون في حواراتهم معهم، بحكمة وكياسة عالية.
6- الشمول والتكامل في الفهم والسلوك المتوازن: بأن الكون والإنسان والحياة من صنع الله تعالى، وأن الإنسان مادة ومعنى، بدن وعقل وقلب، وأن الإسلام عقيدة وشريعة واخلاق، وأن الحياة دنيا وآخرة، وأن كل ذلك محكوم بسنن من غالبها غُلِب، ومن وظفها واستثمرها ووازن بينها غَلَب، وحديث النبي مع الثلاثة الذين أرادوا الغلو في جانب دون آخر، قال: " إني لأخشاكم لله، واتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" (البخاري)، وجوابه لأبي الدرداء الذي نصحه أخوه سلمان بالتوازن في العبادة، حينما رآه لا يوازن بين حق جسده وزوجته وتعبده: " صدق سلمان"، ونصح النبي بمثل ذلك التوازن عبد الله بن عمرو بن العاص".
7- عدم الخوض فيما لا ترجى من ورائه فائدة: كثيرة هي التساؤلات والأفكار التي هي محض تخرصات، أو تخيلات، يوسوس بها الشيطان، لإضاعة وقت المسلمين وجهدهم فيما لا نفع فيه، أو لإحداث مجادلات تؤدي لاختلافات ومشاحنات، تصرفهم عن العمل الجاد، ولهذا قال الإمام الشاطبي: " كل مسألة لا ينبني عليها عمل، فالخوض فيها غير مستحسن شرعاً"، والدليل قوله تعالى: ( يسألونك عن الأهلة، قل هي مواقيت للناس والحج..)189/البقرة، مع أن السائل سأل عن طبيعة وجودها وتحولها، - ولم تكن العلوم الطبيعية يومها قد اقتربت من اكتشاف حركة الأفلاك- وسأل رجل النبي عن الساعة ؟ – زمنها – فقال له: وما أعددت لها؟ ، وسأل رجلٌ فقال: يا نبي الله من أبي؟ فقال: "أبوك حذافة" وصل الخبر إلى أم عبد الله بن حذافة قالت: " ما رأيت ولداً أعق منك قط ! أكنت تأمن أن تكون أمك قد قارفت ما قارف أهل الجاهلية، فتفضحها على رؤوس الناس؟ فقال: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقته" (رواه مسلم)، وقد خبر عمر بن الخطاب بخبر " صبيغ بن عسل" وشبهاته وفتنه، فأدبه، حتى استقام وتاب، ولما سألت امرأة عائشة – رضي الله عنها- لم تقضي الحائض الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فأنكرت عليها قائلة: " أحرورية أنت؟ " (الموافقات: 4/191)، وقال الإمام مالك لسائل: " لو سألت عما تنتفع به أجبتك" (الموافقات: 4/290).
8- الجمع بين الأصالة والمعاصرة: الالتزام بالقيم والمبادئ الإسلامية الثابتة، والإفادة مما ابتكره الناس في ميادين الحياة الحديثة من مدنية وعمران وأدوات، في جميع مناحي الحياة، لأن النبي صلى الله عليه وسلـم أخذ فكرة حفر الخندق يوم الأحزاب من سلمان الفارسي، وأخذ فكرة ختم الرسائل بخاتم من الأعاجم، (البخاري عن أنس بن مالك) وأخذ فكرة المنجنيق والدبابة في فتح الحصون، من الروم، وأمر زيد بن ثابت بتعلم اللغة العبرية، ليقرأ كتب القوم إليه، لكنه يحرص على الصدق وحفظ العهود، لأنها من الأصالة، حيث أمر علياً أن ينام في فراشه يوم هجرته ليرد الأمانات إلى أصحابها، فإنه لا يغدر حتى بأعدائه.
9- رضوان الله هو الغاية والهدف: قال تعالى: (إن عليك إلا البلاغ...)48/الشورى.
10- الإلمام بالسنن الاجتماعية والإفادة منها في الدعوة: مثل: 1- مدنية الإنسان بالطبع، 2- التفاوت بين الناس في التفكير والرأي، 3- أدب الحوار يقرب بين النفوس والعقول، 4- الصراع بين الحق والباطل امتحان وابتلاء، 5- الغلبة تكون للأقوى الأتقى، وإلا فللأقوى، وأن نقارع الباطل بأسلحته إذا كانت مشروعة.
11- الصبر والتحمل مع التأني والتروي وعدم الاستعجال: لأن المهمة والأمانة عظيمة قال تعالى: ( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل، ولا تستعجل لهم...)35/الأحقاف، قال أبو الحسن الندوي بما معناه: " ربى النبي أصحابه على الصبر والصفح، مع أنهم ولدوا مع السيف، فأمرهم بأن يكفوا أيديهم، ويقيموا الصلاة، ويأدوا الزكاة، فانقادت نفوسهم أعظم انقياد وطاعة" (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين: 97) ، ورفض النبي طلب خباب بن الأرت في الدعاء على المشركين، وقال: " إنكم تستعجلون"، ومقولته المشهورة: " صبراً آل ياسر! فإن موعدكم الجنة".
12- التوازن بين الدعوة والتربية: الدعوة: لانتشال الغارقين في الضلال والبعد عن منهج الله، هذا المنهج الذي فيه النجاة من الشرك والانحراف والمعاصي، حتى يكونوا قدوات لأهليهم في بيوتهم، ولزملائهم في أماكن عملهم، ويشكلوا الرأي العام المطالب بتحكيم شرع الله، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر.
أما التربية فهي للصفوة الملتزمة، ليكونوا دعاة مربين، يقع عليهم عبء قيادة قوافل الدعاة المستعدين للبذل والعطاء، للنهوض والتمكين لهذا الدين العظيم الذي تحتاجه البشرية جمعاء، وفي مقدمتهم أهل الإسلام، الذين هم شهود على الناس في الالتزام والنصح والمجاهدة، وذلك لأن الناس متفاوتين في طاقاتهم وإمكاناتهم واستعداداتهم، فيقدم لكل صنف ما ينجح فيه ويبدع في طريقه إلى الله.

انتهى يوم: 6/12/2020م


أضف رد جديد

العودة إلى ”كتب وكتَّاب“