أعمق كتاب لمهدي المنجري لتحرير عقولنا من المهانة!

''

المشرف: محمد نبيل كاظم

قوانين المنتدى
''
أضف رد جديد
محمد نبيل كاظم
Site Admin
مشاركات: 776
اشترك في: الأحد نوفمبر 15, 2020 1:55 pm

أعمق كتاب لمهدي المنجري لتحرير عقولنا من المهانة!

مشاركة بواسطة محمد نبيل كاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص كتاب المهانة في عهد الذلقراطية / د.المهدي المنجرة
تقلد مناصب دولية عالمية متعددة، منها نائب منظمة اليونسكو
القوى العالمية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة؛ تمارس الإذلال لبلدان العالم الثالث، التي تنصاع لها دون أي اعتراض، وتنبع الإهانة من إرادة واعية في التعدي على كرامة الآخرين، وليس فقط الهيمنة، ورضوخ أولياء الأمر في البلد الذليل لهذا الذل، يحول طاقة الانتقام فيهم إلى إذلال شعوبهم والاستهانة الصارخة بهم كعملية إعادة توازن، ودكتاتورية أمريكا قائمة أساساً على القوة العسكرية والأسلحة الفتاكة، وهذا أثر على السيطرة الاقتصادية في كثير من البلدان الفقيرة، فأصبحت أكثر فقراً وتخلفاً، وأكبر حجم إهانات عدداً وكيفاً وضحايا وقع على العالم الإسلامي، في أكثر من أربع وعشرين دولة، عدد ضحايا هذا الإذلال خلال عشر سنوات تجاوز العشرة ملايين ضحية، وبعضها كما في فلسطين بشكل يومي.
الخوف هو الحدث الأبرز الذي تعيشه الولايات المتحدة والغرب في حالتها مع الإسلام، ويعيشه المندوبين عنها في بلادنا، كهاجس مخيف، والسبب الأبرز لهذا الأمر؛ هو ضعف خيوط التواصل مع الإسلام وأهله، فهماً واحتراماً متبادلاً، كأنهم لا يرغبون بما يزيل مخاوفهم، لأنه يوقف مشاريع الحرب الحضارية بين الغرب والإسلام، وأصبحت المنظمات العالمية والإقليمية، بما فيها العربية والإسلامية، تخدم مصالح الرهاب الغربي من الإسلام، وتحمل رايته وتؤيد مشاريعه، وتشارك في حروبه، التي تدمر كل ما هو إنساني وجميل ومحترم في العلاقات الإنسانية، متناسين أن هذا الإذلال والمهانة له حد من التحمل والإشباع، بحيث يصل بعدها إلى حد الورم القابل للانفجار؛ من أجل استعادة الكرامة التي لا يبرر وجود الإنسان على وجه الأرض بدونها، وهو ما أسميه " الانتفاضة".
إن تعليق شعار " نحن مؤمنون بالله" في كثير من المدارس الأمريكية، وطبعها على الدولار، وكذلك في النشيد الوطني البريطاني عبارة " ليحفظ الله الملكة" من القرن 18م، ومع ذلك يتعمدون إهانة الإسلام في رموزه وشعائره وشعاراته، دون أدنى تحرج أو خجل، والحرب المعلنة على العراق وأفغانستان والبلاد الإسلامية لا تجد أي اعتراض من الأمم المتحدة، أو المنظمات الدولية والإقليمية، وكأن معنى شجب واستنكار إذلال الضعيف والمظلوم غير داخل في قواميس اللغات، أو دساتير الدول، وحتى ليس في ثقافة من كان أجدادهم يقدسون الحرية يوماً ما، ولو بأن يتخلوا عن كل منجزات الحضارة، ليعيشوا في الصحراء أحراراً أباة، وهذا هو الفارق بين عرب الأمس، وعرب اليوم.
نهاية الامبراطورية الأمريكية (1)
مقابلة صحفية مع " أسبوعية الصحيفة: عدد/78 الدار البيضاء سبتمبر: 2002م
س1: العالم يسير خلف الولايات المتحدة في حذرها الأمني لماذا؟
ج1: لأن التقديس الذي تغرسه الولايات المتحدة في أذهان البشرية عن قيمتها وأمنها، لا يشمل الآخرين الذي تعرضوا إلى حروب إبادة هائلة، كفيتنام، وأفغانستان، وفلسطين...الخ.
س2: لماذا أمريكا تحاول عسكرة العالم والعلاقات الدولية؟
ج2: إن أمريكا تريد أن تحقق انتصارات بأقل الخسائر أو بدونها، ولهذا تستخدم سلاح الخوف، لجعله هو المهيمن على العلاقات الدولية، وحتى على مستوى الثقافة، باستخدام تهمة " الإرهاب"، وتعميمه على علاقات الحكام بشعوبها، لصرف أذهانهم عن المطالب المحقة بالحرية والتنمية.
س3: هل أحداث سبتمبر مرتبة مصطنعة؟
ج3: ليس لدينا دليل يقيني على هذا الأمر، لكن الأمر اليقيني، هو الدراسات والمخططات الكثيرة والتصريحات والمحاضرات الاستراتيجية منذ أكثر من خمسين سنة، تكشف النوايا المبيتة للسيطرة على العالم أجمع، وبالأخص العالم الإسلامي بدرجة أكبر، لاعتبارات اقتصادية وإيديولوجية وسياسية.
س4: ما هي صورة المستقبل؟ مع زرع هاجس الخوف والحذر الذي تعيشه الولايات المتحدة والغرب.
ج4: الفرق بين الثقة من عدمها، هو بروز هواجس الخوف من المستقبل، وهذا هو بداية سقوط كل الإمبراطوريات والحضارات في التاريخ البشري، وهذا ما صرح به الرئيس الأمريكي " كلينتون" لقناة سي. بي. إس، ديسمبر 1999م، في تخوفه من العملاق الصيني، وهناك ما هو أخطر من هذا؛ وهو تقوقع الثقافة الغربية وعزلتها عن التلاقح لقبول الآخرين من أنحاء العالم، والانكفاء على النمط الغربي الثقافي، الذي ينظر إلى الآخرين بعين عنصرية، ويستبدل المشاركة بالهيمنة، ولهذا يرفض فرقاؤها وحلفاؤها الغربيين هذه الهيمنة، التي ستؤول إلى الانهيار في حال إغلاق الأبواب في وجهها في وقت متقارب.
س5: هل من رابط بين عسكرة الإعلام ضد الإرهاب، والحملة الشرسة ضد التوجهات الإسلامية للتحرر؟
ج5: الحرب الصليبية ضد الاسلام لم تتوقف، وإنما كانت تأخذ أشكالاً متنوعة، وتسميات مختلفة حسب الخطط والظروف التي يتحكم بكامل خيوطها من له مشاريع استعمارية، متغيرة الألوان والأشكال، في مقابل دول سميت بأنها متحررة من الاستعمار، وهي ليست كذلك، وليس لها مشاريع تنموية ولا تحررية، وإنما جل مشاريعها تحكمية لضبط السيطرة.
س6: ما نتائج نزعة الخوف والحساسية المفرطة التي تبديها الولايات المتحدة ضد خصومها؟
ج6: أول نتائجها زعزعة ثقة المواطن الأمريكي بعظمة بلده، وزرع الخوف يجعله مؤيداً لتكثيف صناعة واستخدام السلاح، وهذا بحد ذاته خطر على المجتمع الأمريكي، يفقدهم الشعور بالأمن والسلام، وينعكس على كل السلوكيات الحيوية اليومية؛ ومنها ثقافة الخوف بدل ثقافة السلام.
س7: كيف تفسرون رفض كثير من البلدان الغربية الحرب على العراق؟
ج7: لأن هؤلاء يعلمون أن الحرب على العراق، ليست سوى غطاء للحرب على الإسلام والدول الإسلامية، على الأرض العربية والإسلامية، ولكنهم صامتون تجاه هذا؛ لأنهم لا يريدون أن يفقدوا حصصهم من كعكة الهلال العربي الإسلامي.
س8: هل يمكن للمثقف الأمريكي أن يدرك أبعاد تورط بلاده في حرب وتدمير الآخرين، فيقول: لا؟
ج8: هذا يحدث بالتدريج، بعد برودة الأحداث الساخنة، ولهذا نجد الحكومة تسخن الأحداث المثيرة تباعاً، لكن لا تستطيع أن تستمر طويلاً في هذا الأمر، كما حدث في التخويف من الشيوعية، إلى أن أدرك الشعب أخيراً أنها لعبة إعلامية، المراد منها تجييش الناس لأهداف السيطرة والهيمنة، وتبرير الحروب.
القمع الخفي " ما بعد الاستعمار"
س:1 لماذا اخترت مصطلح "الحرب الحضارية" بديلا عن مصطلح (هانتنغتون) " صراع الحضارات، أثناء حرب الخليج؟
ج1: كنت معنياً من خلال وظائفي الدولية خلال 20 عاماً، بالثقافات العالمية، وأدركت أن عماد السلام فهم اختلاف الثقافات واحترام قواعدها، فإذا تغيب هذا وقع النزاع، بينما هانتنغتون يوجه الصراع، وأنا أوجه إلى منعه.
س2: متى تنتهي حروب ارتدادات 11 سبتمبر؟
ج2: لم تكن هذه الأحداث سبباً لهذه الحروب حتى تنتهي، وإنما ذريعة، ولقد سقط فيها ألفي شخص في الولايات المتحدة، وسقط أكثر من عشرة ملايين عقبها في بلادنا المتباعدة، دون أن يكون لأحدها علاقة بما حصل، وهذا يدل على الغطرسة الغربية الظالمة، التي ستؤدي بالنهاية إلى الانفجار الكبير.
س3: هل تشن أمريكا حروباً دون أن تخسر من جنودها ضحايا؟
ج3: نعم، لأن التكنولوجيا اليوم تستطيع أن تدمر عن بعد أولاً، وأن الآخرين يمكنهم أن يقاتلوا ويتقاتلوا من أجل تحقيق أغراضها بالوكالة ثانياً، ولكن هذا لا يعني أننا سنيأس، مع بقاء الأمل، في قلوبنا وثقافتنا ثالثاً.
س4: هل إسرائيل هي أمريكا مصغرة؟
ج4: إن الظلم المتراكم في فلسطين يمثل النموذج الغربي في التعامل معنا، ولولا الإسلام التحريري لبقيت جميع بلادنا مستعمرة، ويسمون المحرر لبلده إرهابي متطرف، وهذا ما دفع المثقفين للمطالبة بحقوق الإنسان وحرية الأوطان، ومع بداية التحرر من المستعمر، بدأ وكلاؤهم في حكم بلادنا يخافون هذا الإسلام التحريري، فحاربوه وقصوا أجنحته، لئلا يطال عروشهم الانتدابية.
س5: هل سينتهي التدخل الأمريكي في العراق؟
ج5: لا، ما دام البترول العراقي يشكل أكبر مخزون طاقة في العالم، وهذا ما صرح به بوش الأب بقوله: " إن حريتنا وطريقة عيشنا في خطر كبير لو سقط هذا المخزون في يد غيرنا".
س6: ما أثر العولمة على واقع الصراعات الدولية اليوم؟
ج6: العولمة أغنت الغني، وأفقرت الفقير، ورسخت ظلم الظالم، ليزداد ظلماً على ظلمه، وهي شكل جديد من العجرفة، وهي نتيجة لصراع القيم المختلفة، وليست سبباً لها.
س7: هل التواصل الثقافي يحقق السلام؟
ج7: أنظر الصفحات الأولى للمجلات والصحف العالمية، ستجد أن التخويف من الإسلام، وربطه بالإرهاب، وتشويه مضامينه وقيمه، هي الحرب الحقيقية، وهذا لا يوجه إلى أي دين في العالم سوى الإسلام، والتعليم والتواصل الثقافي الحقيقي بين الشعوب، على المدى الطويل يمكنه أن يوقف ويمنع هذه الحرب الظالمة.
الحرب الحضارية الثانية (3)
بدأت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م، حيث تمرد التلميذ: ابن لادن، على استاذه المخابرات
الأمريكية، التي دربته ليقاتل الروس في أفغانستان، وبعد انتهاء مهمته، التفت إلى أساتذته بالعصا التي حمَّلوه إياها، مع أن الإشاعة المستخدمة أن ابن لادن هو بطل أحداث 11 سبتمبر، لكن لم تقدم أمريكا دليلاً واحداً على أنه وجماعته الفاعل، لكنها إشاعة مفيدة للغرب، كما هي مفيدة لأنظمة الشرق الاستبدادية، لاستدامة التحكم والسيطرة، من خلال صناعة الخوف من الإرهاب الإسلامي، عبر السيطرة الإعلامية، والحشد الذي صوب تجاه أفغانستان والعراق، قال عنه بوش: " الحرب الصليبية" والفرصة الذهبية، ولم يستغرق اقرار مجلس الأمن بحق الدفاع ضد الإرهاب سوى جلسة سريعة بالإجماع، طالما أن الأمر يتعلق بالإسلام والمسلمين، وتبعتها قرارات الأمم المتحدة بنفس الاتجاه، وتبعها في ذلك بالتبعية الذليلة: جامعة البلاد العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي كذلك، وهل يقبل الله التفريق بين حرمة دم الأبرياء في أمريكا، وأبرياء البوسنة والهرسك، والشيشان، والعراق، وفلسطين، والصومال، وأفغانستان، والصومال؟ ومن قبلهم أبرياء شعب فيتنام؟ إن المستقبل للإسلام الذي سيشكل 40% من سكان العالم عما قريب، شاء المجرمون والظلمة أو أبو، والتشبث بالباطل لن يدوم لأن من سنن الله نهاية الظالمين والمستبدين لا محالة قادمة.
الانتفاضات حتمية (4)
عادة مع استمرار المرض، تبدا عملية تحلل الذات والجسد، ولهذا بلادنا بحاجة لتكون في حالة غير مرضية، أن يكون لها دستور من القواعد الشعبية، وليس من هرم السلطة، وإلا فوزارة الداخلية تلعب بالانتخابات تزويراً وصناعة، وكذلك لا ينبغي أن نربط بالسماء، ما ينبغي صناعته في الأرض، لأن هذا نوع آخر من التلاعب بالعقول والقلوب، كثيراً ما تكون مشاركة الأحزاب في الحكم، من أجل أن تتحمل مسؤولية كبت الشعب من التعبير على سجيته في مصيره ومصير قضايا الوطن، فتكون مشاركة الأحزاب نوع من الرشوة من الحاكم لها، كثير من مشاكل بلادنا لا تحل في إطار ثنائي، بل لا بد من حشد تكتل دولي وعربي لنيل حقوقنا، كما يفعل الآخرون للوصول إلى أهدافهم، ولكن العدو لا يريدنا أن يكون لنا موقف وخطط وتكتل، والتعفن على مستوى الإعلام رهين بإرادة الدولة، وتغييب إرادة الشعب عنه، والمستقبل يُصْنَع ولا يُقْرَأ، والحرية المزعومة في بلادنا العربية غائبة.
قصف العراق قادم (5):
كنا في مرحلة الاستعمار للبلاد العربية، واليوم نحن في مرحلة ما بعد الاستعمار، التحرر الشكلي لا يعني الاستقلال، في مقابل مقتل ألف أو ألفين في أحداث 11سبتمبر، قتل من المسلمين حوالي عشرة ملايين خلال عشر سنوات، في البوسنة، والسودان، والشيشان، والفلبين، وكشمير، والعراق، وسوريا، والصومال، وأفغانستان، وتايلاند، حتى أن بوش صرح بذلك وقال: إنها حرب صليبية، وكل ذلك يغطى عليه باسم الإرهاب للتمويه، والمعلن غير المخفي محاربة العقيدة الإسلامية، حتى داخل حصونها وبلدانها، عبر الاضطهاد والسجون، والنفي والتهجير، وقد تبدو العملية في كثير من جوانبها، هو تحالف بين الجيش الأمريكي وغيره، وبين صانعي الأسلحة، وتجريبها والتجارة بها على أجسادنا ودمائنا، وبيوتنا، ويبين ذلك ميزانية الدفاع الأمريكية عام 2003م: 360مليار دولار، أمريكا صرفت 6 مليار دولار لتأسيس طالبان، وكم قبضت وكسبت لإسقاطها؟ ومن المضحك، أن الجامعة العربية جمعت 75 مفكر عربي، لمناقشة صورة الإسلام عند الغرب، من أن كثير من هؤلاء تعرفوا على إسلامهم، من الغرب نفسه، ولم نسمع عن غربي تحدث عن إرهاب كاثوليكي، أو بروتستانتي، أو مسيحي، وفقط المطلوب من المسلم أن يقر ظلماً وعدواناُ أن في الإسلام إرهاب، بل هو الإرهاب، وهذا فخ محاك بعناية ودهاء، وظهر إلى العلن بعد إحصاء قام به الفاتيكان عام 1976م عن تفوق المسلمين عددياً على الكاثوليك في العالم، وصيغ مصطلح إسلامي، لإحداث الرعب في نفوس مستخدميه، وتمييزه عن كلمة مسلم، والحسابات المالية تقول: بعض القنابل ثمنها مليون دولار، وبعدها يتحدثون عن تكاليف الإعمار، وهو أقل بكثير من تكاليف الحرب والتدمير، وهذا من المفارقات، والإعلام العربي غير موجود، لأنه تابع ومسير ومحكوم بالصوت الرسمي الأحادي، والأفلام المسيطرة عالمياً كلها أمريكية، وهذه ترتبط بالتكنولوجيا وتقدم العلوم كذلك.
س: عن التحدي الثقافي؟ الجواب: لا قيمة لثقافة لا تتمتع بأجواء الحرية، لأنها تكون أصلاً ثقافة ميتة، وأعظم تحدي هو تحدي المرء لنفسه وذاته، ولم يكن التنوع مشكلة في ثقافتنا، لكن الغرب جعل منه مشكلة لتقسيمنا وإضعافنا، الثقافة بحد ذاتها جميلة أين كانت، لكن حين تتحول إلى سياسة تصبح عنصرية مقيتة واستغلال، ولم تعد ثقافة، وبالطبع الثقافة المؤثرة الحية، هي المتطورة، والمتمتعة بالحرية كذلك، والفرق بين الحر والعبد من المفكرين، هو الارتزاق، أو الاعتزاز، والحضارة الحقيقية هي التي تعرف ما يجب أن ترفضه، دون انغلاق عن ما يمكن الاستفادة منه، والحج كان من أكبر المؤتمرات للتبادل الإنساني المعرفي والثقافي، واليوم حُنِّطَ على فقدان هذا الأثر وتغييبه، وأكبر مثال مادي: حجم التبادل الاقتصادي بين الدول العربية لا يتجاوز 5%.
السير من أجل فلسطين (6)
ما يحدث في منطقتنا هو الحرب الصليبية التاسعة، ومسلسل مدريد، وأوسلو، خيانة وراء خيانة، وحركة الشارع العربي مضبوطة من قبل وزارات الداخلية، والمنظمات الدولية فاشية جديدة بالقانون، والمؤتمرات العربية والإسلامية حفلات غداء أو عشاء، والسؤال ماذا يمكننا أن نعمل؟ جوابه، لا حاجة إلى السؤال إذا كانت الشعوب ممثلة وحرة، وحكوماتنا العربية تخشى من تحرر شعوبها، وتحررها مرهون بتطبيق الديمقراطية الحقيقية، والتجارة بين البلاد العربية وإسرائيل بازدياد مطرد، ولو كان المواطن العربي على وعي ومعرفة بصادرات إسرائيل لقاطعها من نفسه، دون الحاجة لقرار، ومفهوم الجهاد أساسي، لكن عمق فهمه هو المثمر، فيمكن أن يكون حسب الحال خطة مقاصد شرعية للتحرر الحقيقي، ولا يعني عملية الهدم القتالي، لأن المقصود به الإعمار السلمي، وذاك لحمايته في آخر المطاف، وعمقه التوجه لله وحده، لتحرير حكامنا من مخاوفهم من كل شيء، خوف من حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، ومن النقابات، ومن الشباب، ومن حاملي الشهادات والأكفاء، مع أن هؤلاء جميعاً ذخيرة لهم وللوطن، وأصبح الإرهاب اليوم مصطلحات تشمل التصدي لكل ما هو نبيل ووطني وقيمي.
الذل الذي يفرض علينا ننفذه مرتين، الأول الركوع لقياداتنا، والثاني لأعدائنا، مع أن الجهاد الحقيقي هو إعمال الفكر العقلاني، واجتناب الفكر الشخصاني.
الإشكالية العربية إشكالية أخلاقية (7)
أطروحة د. المهدي المنجري للدكتوراه: كانت حول خدمة الجامعة العربية للاستعمار القديم، واليوم تقوم بخدمة الاستعمار الجديد، وبيَّن المنجريُّ كيف تحول الشرق الأوسط ملحقاً بالمخابرات الأمريكية، وأن زيارات المسؤولين العرب لأمريكا ليست لتغيير موقفها، بمقدار ما يكون هدفها هو التأكيد على الولاء، المخالف لكل متطلبات شعوبها، ولكن ضغط الشارع سيدفع الشعوب بعد سنوات للانفجار، وكلما تأخر ازدادت تكاليفه، والشعب يرى ويعرف أن من يسقط منه بالاضطهاد والتعذيب، أضعاف ما يسقط منه في محاربة العدو، فحتى يكون لحياة المواطن العربي قيمة معتبرة، حينها يمكن أن نتفاءل بالكرامة والعزة والأمل، وخاصة إذا بدأنا نتحدث عن المسؤوليات وليس الأشخاص، وكلمة اعتدال أصبحت مبتذلة، لأنها تعني عند العدو أن نستسلم، فإذا رفضنا الاستسلام عندها عدوك يجبر على مناقشة مطالبك، وإذا اتبعتها بمقاطعات حقيقية مدروسة، ستؤثر قطعاً، والاستثمار الحقيقي في الانسان العربي والمسلم، لأنه صاحب حق وكرامة، إذا استمسك بهما أثمر خلقاً وسلوكاً نبيلاً.
الميغا إمبريالية (8)
سأله صحفي ياباني – من وكالة "كيودو نيوز" عن رأيه باحتلال أمريكا للعراق، قال: هي إحدى نتائج انهيار الاتحاد السوفييتي، وانفراد أمريكا بالعالم، وهي حرب حضارية أولى، عام 1991م ولن تتوقف، ولن تكون بالحرب فقط، والحرب الحضارية الثانية في أفغانستان عام 2001م أعقاب أحداث 11 سبتمبر، للتأكيد على عولمة العالم، ووضعه تحت السيطرة، كما وضع الشرق سابقاً حسب اتفاق سايكس بيكو، وسيتعزز دور إسرائيل في هذا المخطط، وأكبر خاسر في المنطقة السعودية، وأن التغيير في المنطقة لن يكون بقوالب ديمقراطية على الإطلاق، ولم يعد مجلس الأمن سوى سوق بورصة للبيع والشراء، أما المنظمات الدولية الأخرى فهي منظمات ورقية ليس إلا، ودور اليابان غائب.
الليبرالية الجديدة والمخزن الجديد (9)
أوروبا تركت لنا بعض المؤسسات القانونية في الحكم، لكن كان التطبيق ملغماُ بالعملاء، الذين هدموا هذا الإرث، وتركوه عن طريق العسكر حبراً على ورق، استخدام الجهل للسيطرة، وأمية النساء، تفرز جهل في الأبناء، وغياب الدستور، وموت الحلم، كل هذه الأمور، طردت أذكياء البلد خارجه، فاغتربوا، ولم يعد في الوطن سوى الكذب، والغش، والتخلف.
المغرب يعتمد سياسة الخنوع (10)
بعد أن كان المغرب مسيطراً على البحار، حتى أن أمريكا سالمته بمعاهدة لتأمين مصالحها في البحر، ولا حرية لدولنا إذا لم تستند إلى جماهيرها.
ويمكننا اختصار الأمر بما يلي:
1-قوة الولايات المتحدة تكمن أساساً في ضعفنا: وهذه مع تصريحات بوش: " إنها حرب صليبية"
2-نهاية الولايات المتحدة واضحة، وتحتاج إلى شرارة التمرد عليها، وسقوط برجي التجارة العالمية أسقط ثقة الأمريكان بأنفسهم، وأسقط هيبتهم عالمياً.
3-سقوط الديمقراطية في البلاد القائمة على أساسها، أكبر مؤشر على انتهاء صورة العالم المتناغم السلمي، أو المستقر، والشعوب تدفع ثمن الإهانات التي تتعرض لها من داخلها ومن خارجها.
ساعة الحقيقة تدق (12)
الحرب على العراق أساسه الخوف من الإسلام، وحتى المسيرين لبلداننا الذين لا يحظون بالمشروعية الديمقراطية يخافون الإسلام أيضاً، وما يعرف من مظالم في بلادنا العربية رسخ عند الغرب الصورة التي ترسمها عن الإسلام، بأنه دين التسلط والإرهاب، ولهذا أيد أغلب هؤلاء ضرب أمريكا للعراق بالتبعية الذليلة.
من أجل محكمة دولية للجرائم الثقافية (13)
200 ألف قطعة أثرية كانت في المتاحف العراقية سرقت، وحرقت كتب ومخطوطات نادرة، بفعل وحشية التصرف الأمريكي، إنها حرب ضد الحضارة وضد الفن وضد الأخلاق، وضد الإبداع، وضد القيم الإنسانية، إنها الهمجية بعينها، ولأنهم لا حضارة ولا تاريخ لهم، لم يقدروا هذا الإرث الحضاري، لأنهم لا يعرفون قيمته.
اليونسكو تستحق التوبيخ لعدم مساعدة ملكية ثقافية إنسانية في خطر (14)
صدام حسين أحضره الغرب لغرض معين هو حرب الإسلام وحرب الإيرانيين، ولتدمير العراق بعدها بديكتاتوريته، وأمريكا جاءت لهدم حضارة، ومحو دين، أمريكا رصدت مليار ونصف مليار دولار لشراء الإعلام العربي، والصحفيين العرب، ضاع في حرب 1991م عشرة آلاف قطعة أثرية عراقية، لم يرجع منها 5% في هذه الحرب ضاع 200ألف قطعة أثرية، وكنت نائب رئيس منظمة اليونسكو، ولم نستطع أن نحمي هذا التراث العالمي الإنساني، حتى قال شيراك عنها: " إنها جريمة إنسانية بشعة" والحرب تكلفتها من جيوب دول الخليج، مع بترول العراق كذلك، وسيصيب سوريا ما أصاب العراق، بسبب إسرائيل، لتكون في مؤمن مستقبلاً، وأي دولة عربية لها قليل من الكرامة عليها أن تنتظر تأديباً من إسرائيل وأمريكا.
هل هناك أمل؟ أولاً ليس لدينا إحباط، وإنما الإحباط صنعه الإعلام المتأمرك، وكلما كبرت المصيبة، كبر الانكشاف للمسببين لها الكذابون، ولدينا الآن عناصر التحليل لهزيمتنا كاملة، لأننا أمة حضارة راسخة، لا تعرف اليأس ولا الذوبان.
عولمة فاشية
الحرب هي حرب ضد كل ما هو غير يهودي مسيحي، وليس شرطاً بالتواجد في عين المكان، طالماً يوجد أدوات وتقنيات وتكنولوجيا مراقبة عن بعد، والأقمار الصناعية تصور باللحظة أي متغيرات، ومسؤولو العالم المتخلف لا يفكرون في سوى الأربع وعشرين ساعة المقبلة، لأنهم يمسون وهم في هاجس، هل سيبقون في الحكم أم لا؟ صعقت حينما جاء سفير أمريكي سابق إلى المغرب، يتحدث بكل وقاحة، عن المغرب بعد عشرين سنة أمام الصحفيين، لم يكف أن يمتلكوا ماضينا وحاضرنا، بل ومستقبلنا كذلك، حرب العراق مخطط لها منذ زمن، وكان في المنطقة من الأمريكيين أكثر من 500 ألف شخص مسبقاً، ومخابراتهم تعاونها الدول العربية وغيرها، لرصد جميع المعطيات المتعلقة بذلك، واختزل الأمر بصدام تمويهاً، واستخدم فيها كل أدوات الحرب النفسية، والتقنيات العلمية، ومن أزال ومحا حضارة 20 مليون هندي، في إبادة كارثية، وملايين الأفارقة اقتلعتهم من جذورهم، لا يهمه أن يبيد حضارات أخرى، لأنهم لا يقدرون معنى شيء اسمه حضارة، ولهذا ستكون أمريكا إذا لم تردع كارثة على البشرية جمعاء، وأظن أن بداية نهاية أمريكا بدأت، وأنا لا أتحدث من فراغ، فلقد قضيت عشرين سنة في الأمم المتحدة، وكتب كتاباً عن نهايتها، لأنها لم تعد لها مصداقية، سياسية ولا إنسانية، إن مثقفي البلاد العربية نموذج فاشل متخلف، لأن الأسس الأولى للتحضر لدينا لا تعرفها شعوبنا بالإجمال، وهذا يؤدي إلى تكرار الهزائم، عولمة اليوم فاشية لا تختلف عن نازية هتلر في شيء، الحل ليس الديمقراطية وحدها التي يمكن التلاعب عليها، مع أنه حتى هذه ممنوعة في بلادنا، ولكن الحل هو المشاركة الاجتماعية المنظمة عبر نظام دستوري صارم، يستبعد كل الخونة والمنافقين، الذين يقبلون بيع أنفسهم كسلع قابلة للبيع والشراء، لأن العنصر البشري هو الحاسم في الثورات والحضارات.
أحداث الدار البيضاء، نهاية الاستثناء المغربي (16)
أمريكا دفعت ملايين الدولارات لتربط بين مفهوم الإرهاب والإسلام، مع أن الإرهاب جاء من الدول الكبرى، ومن فرنسا حين استهدفت طائرة بن بيلا، وهو قادم إلى الملك محمد الخامس، وهو إرهاب الدولة في العراق وأفغانستان وغيرهما...الخ، الإرهاب الصهيوني في فلسطين، والإرهاب الروسي في الشيشان، عولمة العنف صناعة لتسويق الدمار والسلاح والحروب، في بلاد الآخرين، لينعم المسوِّق بالأمان والرفاه على زعمه، ومن لا يمتلك الأخلاق ولا يحترم القانون، كيف سينعم بالأمن والأمان، والبلد الذي يظن أنه استثناء لا يطاله – مع عوره – الاضطراب والمشاكل وغياب الأمن؛ واهم، واهم.
الحرب الحضارية ومستقبل العالم الإسلامي (17)
الغرب ليبرر حربه على الإسلام، قام على زعمه بالتفريق بين المسلمين، والإسلاميين، حتى يغطي على عنصريته، وصفق له كثير من المسلمين في العالم الإسلامي غباءً أو مكراً، هذه بدعة اخترعها الغرب، حين نبش في تاريخنا فوجد اقتباس لها على غير المراد الذي قصده، وفي المغرب كانت تطلق على اليهودي الذي أسلم، لبيان أنه متحول للإسلام، يمكننا أن نستلف المال من الآخرين، ولكن لا نستلف الثقافة، كثير من الدول الصغيرة تحررت من الاستعمار حقيقة، إلا في عالمنا الإسلامي، لازلنا نعيش حالة الاستعمار غير المباشر، وهذا لا يحتاج إلى جيوش، لأن الجيوش المحلية تكفيه مؤنة السيطرة، والمخابرات المحلية، والكتاب المحليين، يقومون بالدور المنوط بهم، وطروحاتي عن خبرة داخل هذا الغرب، حيث هاجرت إلى الغرب وعمري 15سنة، وأربع سنوات الدكتوراه في إنجلترا، وعشرين سنة موظف في الأمم المتحدة، يمزقوننا ليتحدوا، ومع أننا لا نجد حرجاً في التعامل مع إيجابيات الحضارة الغربية، إلا أنهم لا يقبلون التعامل مع حضارتنا إلا بروح الإخضاع والسيطرة، لقد تركت الأمم المتحدة واليونسكو، بعد كتابتي لتقرير حول العلوم الاجتماعية، وأن لا بد من تحديد القيم المشتركة، والمختلفة، ليصار إلى نجاح التعاون الإنساني، ولما شعر الغرب بقوة حضارة الآخرين (الإسلام) فأراد هدم تراثه، ليبقى الوحيد الذي تتوجه الأنظار إليه، قيمنا كالكائن الحي يتنفس وينمو بالاجتهاد، لكن الثوابت (الأركان لا تمس)، والشورى هي التي تتكفل بالتجديد، ولا ينبغي قبول كلمة دين بالمعنى المعاصر، لأن هذا قد ينطبق على العقيدة، أما ما عداها فهي فلسفة حياة، تشمل الأخلاق والمعاملات، لأن الدين بمفهوم الغرب هو سلطة البابا (إله الأرض) حتى مفهوم العلمانية عندنا كمسلمين، لا نقبل المفهوم الغربي له، ونحن بحاجة إلى ثورة لغوية في مفاهيم المصطلحات، وعلى رأس ذلك احترام ذواتنا، من لا يحترم ذاته، لا يحترمه الآخرون، بعد أن نفرز المرتزقة من مثقفينا، الذين يرضون أن يكونوا أجراء عند الآخرين، ضد أوطانهم وثقافتهم وحضارتهم، ولا نسمح لمرتزق أن ينصب نفسه مختص في الأسرة والمرأة، (موظف من جهة غربية)، الجامعة العربية مؤسسة إنجليزية، واليوم أصبحت أمريكية، يجب تحرير منظماتنا للمجتمع المدني من التبعية للسلطة، أو الأجنبي، أما العولمة فيجب أن نرفض ما يملى علينا منها، لأن هذه عولمة سيطرة وأمركة، وليست عولمة مشاركة، وفرق كبير بين المفهومين، والمسوق منها اليوم هو لتلبية حاجات الولايات المتحدة، وليست حاجات دولنا الإسلامية، أسِّسْ (فعل أمر) دولة تتمتع بالقوة الذاتية، وادخلْ نادي الدول العلمانية، ليكون لك كلمة فيها، أما أن تكون تابعاً فلا معنى لهذا المصطلح، والأديان كلها كانت عولمة، لأنها تخاطب الجنس البشري أين ما كان، ما يعطيك الله إياه من موارد وشرائع هو امتحان، إذا أحسنت الاستعمال جاءك الخير، وإن أسأت فلا تلومن إلا نفسك، لسوء استخدامك ما وهبك الله إياه، ستبقى الأمية في بلادنا وآثارها السيئة إذا لم نفعِّل أول آية نزلت: (اقرأ باسم ربك)، لأن كثيراً من مثقفي بلادنا لمَّا قرؤا، وظفوا قراءتهم لغير اسم ربهم، فأصبحوا جزء من معضلة الحكم.
مشكلة نخبنا المثقفة البعد عن الجمهور، عكس النخب الأوروبية، لأنها تحتاج إليهم في أصواته، بسبب الدمقرطة، تقديس السلطة وتهميش التنمية سبب جوهري في هذا الانفصام، الغرب تجاوز مسألة الحرية، ونحن لا زلنا ممنوعون منها، مع أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلـم لا نبي بعده؛ حتى يشوش علينا، لكن مشكلتنا لا نقرأ سيرته جيداً، حتى نشكل رؤية حديثة لواقعنا وعالمنا، وغالب رؤانا ارتزاقية آنية تحكمها عقدة النقص، ومشاكلنا تحتاج فرز لمعرفة الأولويات من غيرها، وهي غامضة لدى المجموع: سلطة، ونخبة، ومعارضة، وجمهور.
معرفة أنفسنا طريق لتعددية تفكيرنا وانتماءاتنا، في اللغة، والدين، والمذهب، والتفكير، ومن ثم الاتفاق على الأولويات والمشتركات، كنا سابقاً نفكر بالمحافظة على الهوية، لكن اليوم نفكر بالمحافظة على الوجود والبقاء، لنخرج أنفسنا من الغرق، ثم نحدد إلى أين نسير، قلتُ سابقاً أن الإسلام هو دين البشرية مستقبلاً، لأنه سيشكل قريباً 40% منها، ومسلمي اليوم ليسوا على مستوى قوته وتحضره وسموه، ونحن لا نمثل قيمه الحقيقية، ولا فعاليته السامية، فإذا وُجِد المسلمون الذين يمثلوه حقيقة؛ سيتغير وجه العالم، والوضع العلمي لبعض رجالاته مشرِّف في الغرب، لكن ممنوعون من خدمة بلدانهم، والميدان المعرفي أكبر ميادين خدمة الإنسان والإسلام، خاصة أنه طريق مستقبلي، وليس طريق رجوعي، وكلمة ذكرى وذكر وردت في القرآن 168 مرة، والعمل مرتبط بالإيمان، وهذا نابع من المعرفة، وهذا ما يطبقه الياباني، الذي يعمل يومياً 15-16 ساعة، ويمرض إن لم يفعل، والتفاؤل سيد الوصول للنجاح، وقد يبدأ بعد خمسين أو ستين سنة.
انتهى زمن الأنبياء (18)
بعد انتهاء الاستعمار تحالفت النخبة مع مصالح الاستعمار من جديد، بشكل سري وعلني، ومراكز الثقافة الأولى كانت لفرنسا والمستعمر، والفقر ازداد مع الأيام بعد الاستقلال، لأن نسبة الأغنياء ازدادت إلى 10% من السكان، كثيراً من مرافق البلد الرئيسة تباع لأشخاص وجهات، وما من مرض في عضو، إلا وله علاقة بصحة الجسد ككل، والشعب هو جسد البلد والأمة والوطن، إن أوضاعنا لا يمكنها البقاء على ما هي عليه، والإصلاح تجاوزه الزمن بسبب تشابك المشكلات، ولم يتبق سوى التغيير الجذري، عبر الشفافية والمصداقية، وأنا أتوقع الانتفاضات في العالم العربي، مما يدفع الحكام إلى الاستنجاد بالآخرين للبقاء في الحكم، وهذا ما سيكون من نتائج أو مقدمات الحرب الحضارية الثانية، حينما تكثر الخروق لا ينفع غير التغيير الكامل، وهذا ما صرح به بوش " شرق أوسط جديد" وحذر من توابعه " صامويل هنتجتون" فقال: " إن الخطر سيأتي من العالم غير اليهودي المسيحي"،
أحداث 11 سبتمبر استعملت لمحاربة مفتوحة ضد الإسلام، وهذا ما دونته في كتابي " الحرب الحضارية الثانية" وصدر في اليابان.
لا يوجد بلد عربي وإسلامي مستقل (19)
حرب العراق ستستمر سنوات، وهي صراع حضاري، عبر عنه بوش الأب بقوله: " لا يمكن لأحد أن يمس بنوعية حياتنا وقيمنا" لهذا سيطرتهم على قراراتنا ومقدراتنا لا تنكر، وهذا بسبب ضعفنا واستسلامنا، سيناريو ضرب العراق وضع من أيام " ريغان" ونفذه بوش، وما كان يخيف الغرب وإسرائيل من العراق، أن بحوثه في التقدم العلمي زاد عن الحد المسموح به كذلك، لقد توقعت الضربة قبل وقوعها بخبرتي الاستشرافية، لكن جماعتنا لا يثقون إلا بما جاء من الأجانب.
الإهانة المزدوجة (20)
اليابان استثمرت في المعرفة فتفوقت، ونحن نستثمر بالتجهيل لنبقى على ما نحن عليه، اليابانيون محو الأمية تماماً في غضون ربع قرن، وترجموا العلوم إلى لغتهم الوطنية، وحافظوا على قيمهم، وتبنوا روح الابتكار في التعليم، نحن نحارب المعرفة، ونقدس اللغة الأجنبية، وقيمنا نفرط بها يوماً بعد آخر، فماذا بقي لنا من نجاح اليابان؟ لا شيء، هل يعلم المواطن العربي، أن إصلاح التعليم لدينا يتم بضغوط غربية، وضغوط سفاراتها! ليحققوا الإفساد التعليمي باسم الإصلاح التعليمي.
الثلاثاء الأسود والدفاع عن الكرامة (21)
حالنا يؤكد حالة الاستلاب التي تبتلع كياننا بالكلية، الذات، والهوية، والقيم، وأغلب الدول الضعيفة
تفكر بعقلية اللحظة واليوم، وليس بعقلية المستقبل، لكن الضغط المستمر على الشعوب سيوصلها لحد الانفجار " الانتفاضة" وما نراه من أخبار وصور في الإعلام لا تتحكم به الدبلوماسية، وإنما الاستخبارات، ولا ننسى مقولة " كرومويل " حين دخل البرلمان البريطاني وفي يده القرآن وقال: " ما دام هذا الكتاب يُحْتَرم ويقدَّس في مصر، فلا مستقبل لنا فيه" ونجد اليوم فئات ترتزق بالقرآن والإسلام، وبعضها مجاز من السوربون، ومهمتهم محاربة الإسلام الانبعاثي التنويري.
اليابان واحتلال العراق (22)
اليابان على رغم قوتها لا زالت تخضع للهيمنة الأمريكية، في سياستها الخارجية، خاصة أن ما تحتاجه من بترول تتحكم به أمريكا، وهي تدرك ما يتعرض له العرب والمسلمون من إبادة، لأنها ذاقت طعمها في الحرب العالمية بالسلاح النووي، ومع ذلك أجبرت على إرسال بعثة عسكرية إلى العراق دون سند قيمي أو قانوني، مع أن 90% من الشعب يرفض هذا التدخل، لقد زرت اليابان 16 مرة، كمحاضر وكاتب، وتحدثت مع مفكرين منهم رافضين لهذا التدخل.
أمريكا ستفشل في العراق (24)
إن عالم المستقبليات المغربي " د. المهدي المنجرة" مشبع بقناعة أن عهد الذل ديمقراطي سينتهي لا محالة، لأن الشعوب سيزداد وعيها، وإذا حصل لا تستسلم لمن يسلبها هذا الوعي، ولا نستغرب أن يحارب العراق الدول الشقيقة، لكن حتماً ستفشل أمريكا في تغيير العراق كما هي تتوهم، لأن هوية العراق آلاف السنين، وهوية أمريكا لا تتعدى ثلاثمائة سنة فقط، ولهذا حاولوا محو ذاكرة العراقيين، بتدمير تراث متاحفهم، ونعلم أن ألمانيا واليابان قامت من حربها وتقدمت وتطورت، وإن كان من خطورة بعد الحرب، هو تتبع علماء العراق وتصفيتهم، وتفتيت العراق وتقسيمه من الأهداف القريبة لأمريكا في العراق، خدمة لإسرائيل، وترتيب أوضاع كل من إيران وسوريا والسعودية قادم لا محالة.
حرية التعبير(25)
منع د. المهدي من إلقاء محاضرة حول موضوع آفاق الاستعمار الجديد، ومنع أحمد السنوسي من الظهور في الإعلام الرسمي، ومنعت جمعيات مدنية حقوقية من استخدام قاعات عمومية، وقد منع خمس مرات، مع أن الدعوات من منتديات بحثية وشبابية، والمنع يهتك حق التعبير، للحجر على عقول الناس، والوصاية على مداركهم، لأنهم لا يحبذون من لا يخضع إلا لله، ولا يريدون أن تشيع المعرفة في بلداننا وهم – الأمريكان – يراقبون ملياري مكالمة أو كلمة دفعة واحدة عبر التقنيات الحديثة، ليرصدوا حركة العالم كله لصالح سيطرتهم، ونحن نمنع محاضرة عن عشرات الناس لا أكثر، هم يسيطرون على المعرفة، ونحن نمنعها من التنفس، قال مدير مخابرات أمريكا الأميرال "نايت" علينا أن نجمع بين تكنولوجيا القنابل، والتأثير على القناعات والأذواق لتتقبلنا الشعوب، ولهذا بدأت تصرف مليارات لتحقيق هذا الغرض، على الكتب والصحافة والقنوات والمثقفين لزيارة أمريكا، لتحقيق هذا الغرض، وصارت مهمة السفارات الأمريكية إقامة علاقات مع النخب والمجتمعات، وليس مع الدول فقط.
تحالف دولي من أجل الدمار الشامل
للحياة والذاكرة والبيئة والقيم (26)
مقال نشر في خمسين صحيفة يابانية 2004م عن تحالف الحصار والإبادة الجماعية للشعب العراقي المسلم، لمدة ثلاث عشرة سنة متواصلة، قتل فيه قرابة 2 مليون إنسان، مع تخريب الإرث الثقافي للعراق، وضد القيم الإسلامية لهذا البلد، والكنيسة الانجلكانية وأتباعها 500 مليون في العالم تحمل أفكار متطرفة مع كره مناصريها العميق للإسلام، وتقرير ياباني يبين أن 200 ألف قتيل وجريح في سنة واحدة من العدوان على العراق، وجردت منظمة الأمم المتحدة من كل ما تبقى من أخلاقياتها، ووسائل الإعلام التابعة لأمريكا تسوق ديمقراطيتها القاتلة، باسم الشرق أوسط الجديد من المغرب إلى الباكستان، دون مراعاة كرامة أحد، وغُيِّرَ دستور اليابان ليشارك أمريكا في هذه الحرب، التي سيكون السلام والكرامة الإنسانية والتعدد الثقافي هو الخاسر الأكبر فيها، وهذا ما يجعلني أؤكد أنها حرب حضارية.
(27)تعريف بسيرة المهدي بن عبود
الطبيب الإنسان الفيلسوف المناضل والمؤسس المتنور
لم يمنعه الطب من البحث في الفكر والفلسفة وتفاسير القرآن، واللغة العربية، مع اتقانه للإنجليزية والفرنسية، من تأسيس حزب الاستقلال المغربي في أمريكا، وإدارة مكتب " تحرير المغرب" في أمريكا، مع شفافية ووطنية وإيمان وإخلاص.
انتهى تلخيصه 8/8/2020م
المرفقات
المنجري 22.jpg
المنجري 22.jpg (39.06 KiB) تمت المشاهدة 1261 مرةً


أضف رد جديد

العودة إلى ”حرب على الإسلام“